الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.إعراب الآية رقم (4): {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)}.الإعراب: الواو عاطفة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الاسم الموصول في الآية السابقة. (يؤمنون) كالأول في الآية السابقة. الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق بها (يؤمنون). (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إليك)، (إلى) حرف جرّ والكاف ضمير متّصل مبني في محلّ جرّ ب (إلى) متعلّق ب (أنزل). الواو عاطفة (ما أنزل) يعرب كالأول معطوف عليه (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) والكاف ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. الواو عاطفة (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يوقنون)، (هم) ضمير بارز في محلّ رفع مبتدأ. (يوقنون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو، ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. جملة: (يؤمنون..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (أنزل إليك..) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: (أنزل من قبلك) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: (هم يوقنون..) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة يؤمنون. وجملة: (يوقنون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم). الصرف: (قبل) اسم، ظرف للزمان، معرب، يجوز بناؤه على الضمّ إذا قطع عن الاضافة لفظا، وزنه فعل بفتح فسكون. (الآخرة)، مؤنّث الآخر على وزن اسم الفاعل ولكن استعمل هنا استعمال الاسم الجامد لأنه يدّل على دار البقاء. والمد فيه منقلب عن همزة وألف ساكنة، والأصل (أأخرة). (يوقنون)، جرى فيه حذف الهمزة كما جرى في (يؤمنون).. وفي الفعل اعلال بالقلب فماضيه أيقن، وأصل مضارعه ييقن، جاءت الياء الثانية ساكنة بعد ضم قلبت واوا فصار يوقن، ووزن يوقنون يفعلون بضم الياء. .إعراب الآية رقم (5): {أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)}.الإعراب: (أولاء)، اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب. (على هدى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف للتّعذّر. (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (هدى)، والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه والميم حرف لجمع الذكور. الواو عاطفة (أولئك) يعرب كالأول (هم) ضمير فصل لا محلّ له. (المفلحون) خبر المبتدأ (أولئك) مرفوع وعلامة الرفع الواو لأنه جمع مذكّر سالم. جملة: (أولئك على هدى...) لا محلّ لها استئنافية. وجملة: (أولئك هم المفلحون..) لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافية. الصرف: (أولى)، اسم إشارة يأتي مقصورا وممدودا (أولاء)، والواو في كليهما زائدة. (المفلحون)، جمع المفلح، اسم فاعل من أفلح الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، ولهذا حذفت منه الهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه إذ أصله يؤفلحون. البلاغة: 1- (عَلى هُدىً) إن ما في هذا القول من الإبهام المفهوم من التنكير لكمال تفخيمه كأنه قيل على أي هدى لا يبلغ كنهه ولا يقادر قدره. وإيراد كلمة الاستعلاء بناء على تمثيل حالهم في ملابستهم بالهدى بحال من يعتلي الشيء ويستولي عليه بحيث يتصرف فيه كيفما يريد أو على استعارتها لتمسكهم بالهدى استعارة تبعية متفرعة على تشبيهه باعتلاء الراكب واستوائه على مركوبه أو على جعلها قرينة للاستعارة بالكناية بين الهدى والمركوب للإيذان بقوة تمكنهم منه وكمال رسوخهم فيه. 2- والذي هو أرسخ عرفا في البلاغة أن يقال إن قوله: (الم) جملة برأسها، أو طائفة من حروف المعجم مستقلة بنفسها و(ذلِكَ الْكِتابُ) جملة ثانية و(لا ريب فيه) ثالثة. و(هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) رابعة. وقد أصيب بترتيبها مفصل البلاغة وموجب حسن النظم، حيث جيء بها متناسقة هكذا من غير حرف نسق، وذلك لمجيئها متآخية آخذا بعضها بعنق بعض. فالثانية متحدة بالأولى معتنقة لها، وهلم جرا، إلى الثالثة والرابعة. بيان ذلك أنه نبه أولا على أنه الكلام المتحدي به، ثم أشير إليه بأنه الكتاب المنعوت بغاية الكمال. فكان تقريرا لجهة التحدي، وشدّا من أعضائه. ثم نفى عنه أن يتشبث به طرف من الريب. ثم أخبر عنه بأنه هدى للمتقين، فقرر بذلك كونه يقينا لا يحوم الشك حوله، ثم لم تخل كل واحدة من الأربع من نكتة ذات جزالة. ففي الأولى الحذف والرمز إلى الغرض بألطف وجه وأرشقه، وفي الثانية ما في التعريف من الفخامة، وفي الثالثة ما في تقديم الريب على الظرف وفي الرابعة الحذف. ووضع المصدر الذي هو (هدى) موضع الوصف الذي هو (هاد) وإيراده منكرا. والإيجاز في ذكر المتقين. زادنا اللّه اطلاعا على أسرار كلامه، وتبيينا لنكت تنزيله، وتوفيقا للعمل بما فيه. الفوائد: 1- قوله تعالى: (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ). في هذه الآية نقطة بلاغية كريمة فقد أشار سبحانه إلى تمكنهم من الهداية بأن جعلهم يعتلونها كما يعتلى الراكب المطية وهي استعارة تبعية لأنها جرت بالحرف بدلا من الاسم وبالجزء بدلا من الكل. وفي هذا التعبير سمة من سمات الاعجاز القرآني فبدلا من الوصف المباشر بأن يقول: (أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) فقد أخبر بأنهم على هداية اشارة إلى قوة الاهتداء وتمكن المؤمن من الهداية. 2- لابد من تقرير هذه القاعدة التي هي من البديهيات والتي يحسن بطالب المعرفة أيّا كانت درجته أن يضعها نصب عينيه وهي: (إنّ كل ضمير يتصل باسم فهو في محل جر بالاضافة) بخلاف الضمير المتصل بالفعل فقد يكون فاعلا مثل: (يخادعون) فالواو فاعل وقد يكون مفعولا به كقوله تعالى: (فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً) فالضمير (هم) في محل نصب مفعول به. ولاستيفاء الفائدة، لابد من الاشارة إلى أنه لدى اعراب الضمير لابد من ذكر نوعه وبنائه ومحله من الاعراب. 3- اختلف سيبويه والكسائي حول مادة (الناس) فذهب سيبويه إلى أنه من مادة (أنس) من الأنس واتجه الكسائي إلى أنه من مادة (نوس) من الحركة. وبما أن الإنسان تغلب عليه صفة الأنس ويكاد ينفرد بها عن سائر الحيوان في حين أنه يشترك في صفة الحركة مع جميع الأحياء ويعجزنا وجود بعض أصناف الحيوان أكثر حركة من الإنسان، ولهذا يبدو أن الحق في جانب (سيبويه) ولا نكون مجانبين الصواب إذا أخذنا برأيه دون رأي الكسائي فرجحنا أن اسم الإنسان هو من الأنس وليس من الحركة وهي (النوسان). .إعراب الآية رقم (6): {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)}.الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد ينصب المبتدأ ويرفع الخبر (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محلّ نصب اسم إنّ. (كفروا) فعل ماض مبني على الضمّ، والواو ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (سواء) خبر مقدّم مرفوع. (على) حرف جرّ والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ بحرف الجرّ والميم حرف لجمع الذكور، والجارّ والمجرور متعلقان ب (سواء). الهمزة مصدريّة للتسوية (أنذر) فعل ماض مبني على السكون لاتّصاله بضمير الرفع والتاء ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل والهاء ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به والميم حرف لجمع الذكور (أم) حرف عطف معادل لهمزة التسوية (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تنذر) مضارع مجزوم و(هم) ضمير متّصل مفعول به. والمصدر المؤول من الهمزة والفعل في محل رفع مبتدأ مؤخّر أي سواء عليهم إنذارك لهم أم عدم إنذارك (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع والواو ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. وجملة: (إن الذين...) لا محلّ لها استئنافية. وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: (سواء عليهم...) لا محلّ لها اعتراضية. وجملة: (أنذرتهم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة: (لم تنذرهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي. وجملة: (لا يؤمنون...) في محل رفع خبر (إنّ). الصرف: (الذين) اسم موصول، جمع الذي- على رأي ابن يعيش- و(ال) فيه زائدة لازمة (سواء)، مصدر واقع موقع اسم الفاعل أي مستو... وفيه إبدال حرف العلّة بعد الألف همزة، وأصله سواي لأنه من باب طويت وشويت.. فلمّا جاءت الياء متطرفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وزنه فعال بفتح الفاء. .إعراب الآية رقم (7): {خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (7)}.الإعراب: (ختم) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. (على قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ختم) والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه والميم حرف لجمع الذكور. الواو عاطفة (على سمع) جارّ ومجرور متعلّق ب (ختم) على حذف مضاف أي مواضع سمعهم، و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. الواو عاطفة (على أبصار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و(هم) في محلّ جرّ مضاف إليه (غشاوة) مبتدأ مؤخّر مرفوع. الواو عاطفة اللام حرف جرّ والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم والميم لجمع الذكور (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (عظيم) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله. جملة: (ختم اللّه...) لا محل لها استئنافية. وجملة: (على أبصارهم غشاوة...) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية. وجملة: (لهم عذاب...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية. الصرف: (قلوبهم) جمع قلب، اسم جامد للعضو المعروف. (سمعهم) مصدر سمع يسمع باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون (أبصارهم) جمع بصر مصدر بصر يبصر باب كرم وزنه فعل بفتحتين. (غشاوة) اسم جامد لما يغطي العين وزنه فعالة بكسر الفاء، ويجوز فتحها. (عذاب) اسم مصدر لفعل عذّب الرباعيّ، وزنه فعال بفتح الفاء. (عظيم) صفة مشبّهة من عظم يعظم باب كرم، وزنه فعيل. البلاغة: 1- في الآية استعارة تصريحية أصلية أو تبعية إذا أوّلت الغشاوة بمشتق، أو جعلت اسم آلة على ما قيل، ويجوز أن يكون في الكلام استعارة تمثيلية بأن يقال شبهت حال قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم مع الهيئة الحادثة فيها المانعة من الاستنفاع بها بحال أشياء معدة للانتفاع بها في مصالح مهمة مع المنع من ذلك الختم والتغطية ثم يستعار للمشبه اللفظ الدال على المشبه به فيكون كل واحد من طرفي المشبه مركبا والجامع عدم الانتفاع بما أعد له. 2- فإن قلت: فلم أسند الختم إلى اللّه تعالى وإسناده إليه يدل على المنع من قبول الحق والتوصل إليه بطرقه وهو قبيح واللّه يتعالى عن فعل القبيح؟ قلت: القصد إلى صفة القلوب بأنها كالمختوم عليها. وأما اسناد الختم إلى اللّه عز وجل، فلينبه على أن هذه الصفة في فرط تمكنها وثبات قدمها كالشيء الخلقي غير العرضي. 3- وحد السمع لوحدة المسموع دون القلوب والأبصار لتنوع المدركات والمرئيات. 4- وصف العذاب بقوله: (عظيم) لتأكيد ما يفيده التنكير من التفخيم والتهويل والمبالغة في ذلك أي لهم من الآلام العظام نوع عظيم لا يبلغ كنهه ولا تدرك غايته. 5- التنكير: في قوله: (غشاوة) وذلك للتفخيم والتهويل. |